وردت هذه العبارة كثيراً في سفر التكوين إلا أنه من الملذ لنا أن نتأمل في مرتين هامتين وردت فيهما هذه العبارة في هذا السفر :
التكوين ١:٢٢
وَحَدَثَ بَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ أَنَّ اللهَ امْتَحَنَ إِبْرَاهِيمَ،
التكوين ٧:٣٩
وَحَدَثَ بَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ أَنَّ امْرَأَةَ سَيِّدِهِ رَفَعَتْ عَيْنَيْهَا إِلَى يُوسُفَ
نحن هنا بصدد الكلام عن شخصين فاضلين ، وعن رجلين محبوبين لدى المؤمنين ، كلاهما ذكرا ضمن سحابة الشهود في (عبرانيين11)
في المرة الاولى (تك1:22)جاءت بالارتباط برجل شيخ طاعن في السن ، وفي المرة التانية (تك7:39) جاءت بالارتباط بشاب في عنفوان الشباب. وفي المرتين جاءت بالارتباط بتجربة. على أنه في المرة الاولى كان الله هو مصد التجربة وهو مجري الامتحان ، بينما التجربة التانية كان مصدرها الشيطان .والشيء الرائع ان الشيخ نجح نجاحاً باهراً ، والشاب انتصرانتصاراً رائعاً.
والسؤال الذي يطرح نفسة كيف استطاع ابراهيم ينجح هكذا في امتحان هو الاصعب على شيخ مسن، وهو يأخذ ابنه وحيده الذي يحبه إسحاق ويصعده محرقة على المذبح ؟!
وكيف استطاع يوسف ان ينتصر على تجربة وهي الاعنف والأقصي على شاب نظيره، وهي أن يقول : لا لنفسه ولأمرأة فوطيفار التي كلمته يوماً فيوماً واعوتة بكثرة فنونها؟!
الجواب الأكيد هو لأن كليهما تميزا بالشركة مع الله. والشركة العميقة لا تتجلى في جودة الكلمات، بل في عظمة الافعال.لم يكن ابراهيم رجل الخيمة فقط لكنة كان رجل المزبح ايضاً وقد تمتع بظهور الرب له والحديث والحديث المباشر معه عدة مرات. كان الله حقيقة حية امامه، وقد استحق لقب خليل الله ، لا مرة بل ثلاث مرات.
ويوسف تميزت شركته مع الله بالعمق، وانعكس ذلك في استحضاره الله دائماً واينما وجد، حتى لم يكن انسان من اهل البيت . لهذا هال لها : (كيف اصنع هذا الشر العظيم واخطئ الى الله ) إن مؤمن بلا شركة هو مؤمن بلا قوة وما الضعف في الحياة الروحية إلا نتيجة لشركة ضعيفة، وغياب الشعور بحضور الله.
عزيزي
لابد أن يمتحن الله
ولابد أن يجرب الشيطان،
ولا نجاح في الاولى
ولا نصرة في التانية
إلا لمن عرف قيمة واهمية الشركة مع الله ومعنى العيشة في نور حضرتة
فهل انت كذلك؟
عادل حبيب